سورة البلد - تفسير تفسير التستري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البلد)


        


{لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (2) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (4)}
قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ} [1] قال: يعني مكة. {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ} [2] يعني يوم فتح مكة جعلناها لك حلالا تقتل فيها من شئت من الكفار كما قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار»، فأقسم اللّه تعالى بمكة لحلول نبيه فيها إعزازا له وإذلالا لأعدائه.
{وَوالِدٍ وَما وَلَدَ} [3] قال: الوالد: آدم، وما ولد: محمد صلّى اللّه عليه وسلّم. {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ} [4] أي في مشقة وشدة. قال: الكبد الانتصاب، أي لقد خلقناه في بطن أنه منتصبا. كما قال مجاهد: إن الولد يكون في بطن أمه منتصبا كانتصاب الأم، وملك موكل به، إذا أضجعت الأم رفع رأسه، ولو لا ذلك لغرق في الدم.


{وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11)}
قوله تعالى: {وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ} [10] قال: بيّنّا له طريق الخير ليتبعه، وطريق الشر ليجتنبه، كما قال: {إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} [الإنسان: 3]. وقيل: يعني التدبير.
قوله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} [11] قال: أي فهلا جاوز الصراط والعقبة دونها، وفي الباطن عقبتان، إحداهما: الذنوب التي اجترحها، يعني بين يديه كالجبل يجاوزها بعتق رقبة، أو إطعام في يوم ذي مجاعة وشدة مسكينا قد لزق بالتراب من الجهد والفاقة، ويتيما بينه وبينه قرابة، والعقبة الأخرى: المعرفة لا يقدر العارف عليها إلا بحول اللّه وقوته على عتق رقبة نفسه عن الهوى.


{أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (15)}
{أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} [14] ضرورة الإيمان قواما، لا ظلما وطغيانا بلذة نفس الطبع.
{يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ} [15] فاليتيم هاهنا القلب، طعامه الوفاء، والمسكين العارف المتحير، فطعامه ألطافه ذا مقربة عند اللّه وعند الخلق {ذا مَتْرَبَةٍ} [16].

1 | 2