{لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (2) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (4)}قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ} [1] قال: يعني مكة. {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ} [2] يعني يوم فتح مكة جعلناها لك حلالا تقتل فيها من شئت من الكفار كما قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار»، فأقسم اللّه تعالى بمكة لحلول نبيه فيها إعزازا له وإذلالا لأعدائه.{وَوالِدٍ وَما وَلَدَ} [3] قال: الوالد: آدم، وما ولد: محمد صلّى اللّه عليه وسلّم. {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ} [4] أي في مشقة وشدة. قال: الكبد الانتصاب، أي لقد خلقناه في بطن أنه منتصبا. كما قال مجاهد: إن الولد يكون في بطن أمه منتصبا كانتصاب الأم، وملك موكل به، إذا أضجعت الأم رفع رأسه، ولو لا ذلك لغرق في الدم.